الاثنين، 15 يوليو 2013

إلى أي مدى قد يستمر تصحيح الدولار الامريكي الهبوطي.. تقرير أسبوعي

اغلق الدولار الأمريكي الاسبوع الماضي عند مستويات منخفضة بشكل ملحوظ مقابل اغلب عملات المجموعة العشرة، فيما عدا الدولار الأسترالي. وقد تحولت العملة الأمريكية للاتجاه الهبوطي بحدة يوم الاربعاء بعد الاعلان عن محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة والذي تبعه بفترة قصيرة تصريحات محافظ البنك الفيدرالي بيرنانكي. وتعتبر الكورونا النرويجية هي العملة الأفضل أداءا مقابل الدولار الأمريكي ويليها الين الياباني. وقد زادت قوة الين الياباني بعد ان حسّن صندوق النقد الدولي من توقعاتها لمستقبلية للناتج المحلي الاجمالي الياباني لعام 2013 الى 2.0%، وأشار البنك الياباني الى عدم وجود تغيير في السياسة النقدية في اجتماعه الذي استمر ليومين في الاسبوع الماضي. ومع ارتفاع عوائد السندات العالمية بالمقارنة مع عوائد السندات اليابانية، فقد يلتزم المستثمرون اليابانيون بنقل اموالهم الى السندات الأخرى، وبالتالي قد ينتج عن هذا ابتعاد التدفقات المالية عن الين الياباني.
يبدو ان الحركة السعرية للدولار تصحيحية ونعتقد ان الاتجاهات الصعودية طويلة الأجل للدولار الامريكي والاتجاهات الهبوطية طويلة الأجل للين الياباني والباوند البريطاني والدولار الاسترالي سوف تستأنف عملها حالما تهدأ هذه العاصفة. في الحقيقة، على الرغم من ارتداده الصعودي قصير الأجل، إلا ان الدولار الاسترالي ظل تحت الضغط الاسبوع الماضي ويعتبر هو العملة الأضعف أداءا بين عملات المجموعة العشرية مقابل الدولار الأمريكي من بداية هذا العام حتى الآن. وكان الاسبوع في الاسبوع الماضي ينتظرون الاعلان عن عدد من البيانات الاقتصادية هذا الاسبوع من الصين، متضمنة الناتج المحلي الاجمالي للربع الثاني. وقد صدر الناتج المحلي الاجمالي الصيني في وقت مبكر اليوم مسجلا قراءة 7.5% وهي نسبة متوافقة مع التوقعات، وإن كانت القراءة السابقة عند 7.7%. وقد ادى هذا الى المزيد من الارتداد الصعودي للدولار الأسترالي والذي ارتفع بنسبة 0.6% تقريبا مقابل الدولار الامريكي ليصل الى مستوى 0.9108. وكان وزير المالية الصيني “لو” قد نوه بأن معدل النمو الاقتصادي في النصف الأول من عام سيكون أبطأ من معدل الـ 7.7% الذي كان قد سجله في الربع الأول، ولكنه أضاف بأنه لن يبتعد كثيرا عن هذا المستوى. وكانت هذه التصريحات قد هيأت الاسواق المالية نفسيا لما سيأتي به معدل الناتج المحلي الاجمالي الصيني من تباطؤ طفيف خلال الربع الثاني.  وبالفعل وكما ذكرنا فقد سجل الناتج المحلي الاجمالي الصيني تباطؤ الى 7.5% كما توقعت الاسواق.
زادت قوة اليورو مقابل العملة الأمريكية، إلا أنها كانت متضاربة مقابل بقية العملات الأساسية، حيث اعطى المسئولون في البنك المركزي الاوروبي اشارات متضاربة الى الأسواق. فبعد ان أدلى “اسموسين” عضو البنك المركزي الاوروبي بتصريحات بأن التوجيه المستقبلي قد يمتد الى ما بعد “12 شهر”، قام البنك المركزي الاوروبي بتوضيح هذه التصريحات وقال ان البنك لا يعتزم تحديد فترة زمنية محددة للتوجيه المستقبلي.  وقد ادلى “كوير” عضو البنك المركزي الاوروبي بتصريحات له خلال الاسبوع الماضي وقال ان برنامج عمليات التمويل طويلة الاجل (LTRO) واسعار الفائدة السلبية لا  تزال في صندوق أدوات البنك المركزي الاوروبي.  ونعتقد ان اللهجة الداعمة بشكل متزايد للسياسة النقدية الميسرة من البنك المركزي الاوروبي قد تضغط سلبا على النظرة المستقبلية لليورو ، وفي حالة التدهور الاضافي للبيانات الاقتصادية فمن المحتمل ان تفاقم حركات الاسعار في الاتجاه الهبوطي.
إلى أي مدى قد يستمر تصحيح الدولار الامريكي؟

نعتقد انه من غير المحتمل استمرار الضعف الحالي للدولار الامريكي لفترة زمنية ممتدة، حيث قامت الاسواق باستيعاب تصريحات اعضاء البنوك المركزية.  وعلى الرغم من ان تصريحات بيرنانكي محافظ البنك الفيدرالي يوم الاربعاء كانت داعمة للسياسة النقدية الميسرة، حيث أشار الى سياسة متكيفة على درجة عالية في المستقبل المنظور”، إلا ان هذه الرسالة لم تتغير عن اجتماع شهر يونيو. ويحاول المسئولون الفيدراليون الفصل بين تقليص برنامج مشتريات الاصول وبين رفع اسعار الفائدة، ويؤكدون على ان تقليص التسهيل الكمي  لا يعتبر تضييق للسياسة النقدية.
نعتقد ان العامل الذي سيقود قوة الدولار الامريكي بعد موجة الضعف الحالية سيكون هو اتجاه السياسة النقدية. على سبيل المثال، يعتبر كلا من البنك الفيدرالي والبنك البريطاني والبنك الياباني في وضع التكيف في الوقت الحالي.  إلا ان البنك الفيدرالي قد يتجه لتقديم  سياسة نقدية اقل تكيفا بينما قد تصبح السياسات النقدية في اوروبا وبريطانيا واليابان أكثر تكيفا.  ونعتقد ان هذه الفروقات سوف تنعكس في العوائد وأسعار الصرف، حيث تزداد أهمية السياسة النقدية.
وبهذا يوجد مجال امام الدولار الامريكي للارتداد الصعودي، حيث يقوم الاسواق بتعديل صفقاتهم ويقوم المسؤولون في البنوك المركزية بتوضيح مواقفهم الخاصة بالسياسات النقدية. وكما شهدنا مؤخرا، سعى البنك المركزي الاوروبي والبنك البريطاني الى إبعاد أنفسهم عن السياسة النقدية الفيدرالية، حيث  انتقل ارتفاع العوائد الامريكية الى أوروبا. وسوف يدلي بيرنانكي بحديث له خلال هذا الاسبوع في شهادته النصف سنوية امام الكونجرس. وسوف يقدم تقرير السياسة النقدية الى مجلس النواب يوم الاربعاء ثم الى مجلس الشيوخ يوم الخميس. ونتوقع ان تكون تعليقاته متوافقة مع تصريحاته الأخيرة، حيث سيؤكد على استمرار التكيف في السياسة النقدية  حتى وإن تباطأ معدل مشتريات الاصول. وإذا  بدأ وعندما يبدأ البنك الفيدرالي في تقليص مشتريات الأصول فسوف تستمر الموازنة العامة له في التوسع وإن كان هذا بمعدل أبطأ. ولم يكون هناك تضييق في السياسة النقدية حتى تنكمش الموازنة العامة.
من الناحية الفنية،  قد يجد مؤشر الدولار الامريكي دعم عند المتوسط المتحرك البسيط لـ 100 يوم، والذي يقع فوق مستوى 82.50 مباشرة. وإن انخفض دون هذا المستوى، فسوف يكون المتوسط المتحرك البسيط لـ 200 يوم هو المستوى المحوري التالي للاتجاه الهبوطي، والذي يقع حاليا عند مستوى 81.35.  وتقع المقاومة الاساسية عند اعلى المستويات التي سجلها الاسبوع الماضي (وهو اعلى مستوى خلال 3 اعوام) حول مستوى 84.75.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق